فصل: باب ما جاء في الخصائص

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب ما جاء في الخصائص

13977- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كتب علي الفجر ولم يكتب عليكم‏"‏‏.‏

13978- وفي رواية‏:‏ ‏"‏أُمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها، وأمرت بالضحى ولم تكتب‏"‏‏.‏

13979- وفي رواية عن ابن عباس أيضاً قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ثلاث هن علي فرائض وهن لكم تطوع‏:‏ الوتر والفجر وصلاة الضحى‏"‏‏.‏

13980- وفي رواية‏:‏ ‏"‏أُمرت بركعتي الضحى والوتر ولم تكتب‏"‏‏.‏

رواه كله أحمد بأسانيد، والبزار بنحوه باختصار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفي إسناد‏:‏ ‏"‏ثلاث هن فرائض‏"‏‏.‏ أبو خباب الكلبي وهو مدلس، وبقية رجالها عند أحمد رجال الصحيح وفي بقية أسانيدها جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

13981- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ثلاث هن علي فريضة وهم لكم سنة‏:‏ الوتر والسواك وقيام الليل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب‏.‏

13982- وعن أم سلمة قالت‏:‏ صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر، ثم دخل بيتي فصلى ركعتين، فقلت‏:‏ يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏قدم علي مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر، فصليتهما الآن‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله، أفنقضيهما إذا فاتتنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه بمعناه خالياً عن قولها‏:‏ أفنقضيهما إذا فاتتنا‏؟‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

13983- وعن أبي أمامة ‏{‏نافلة لك‏}‏ قال‏:‏ إنما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، وقال فيه‏:‏ في قوله‏:‏ ‏{‏ومن الليل فتهجد به نافلة لك‏}‏‏.‏

وقال في الكبير‏:‏ كانت للنبي صلى الله عليه وسلم نافلة ولكم فضيلة‏.‏ وبعض أسانيد أحمد وغيره حسن‏.‏

13984- وعن معاذة قالت‏:‏ سألت امرأة عائشة ‏[‏وأنا شاهدة‏]‏ عن ‏[‏وصل‏]‏ صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها‏:‏ أتعملين كعمله‏؟‏ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان عمله له نافلة‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفي الصحيح بعضه‏.‏

13985- وعن أبي هريرة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه، فإن

قيل‏:‏ هدية أكل، وإن قيل‏:‏ صدقة قال‏:‏ ‏"‏كلوا‏"‏‏.‏ ولم يأكل‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

13986- وعن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بطعام فأكل منه، بعث بفضله إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فوجد فيها ريح ثوم فلم يذقها، وبعث بها إلى أبي أيوب، فنظر فلم ير فيها أثر أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذقها، فأتاه فقال‏:‏ يا رسول الله، لم أر فيها أثر أصابعك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إني وجدت منها ريح ثوم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ تبعث إلي ما لم تأكل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إني يأتيني الملك‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

13987- وعن عمران بن حصين الضبي أنه أتى البصرة وبها عبد الله بن عباس أمير، فإذا هو برجل قائم في ظل القصر يقول‏:‏ صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله‏.‏ لا يزيد على ذلك، فدنوت منه فقلت‏:‏ لقد أكثرت من قولك صدق الله ورسوله‏!‏ قال‏:‏ أما والله إن شئت لأخبرتك‏.‏ فقلت‏:‏ أجل‏.‏ فقال‏:‏ إذن اجلس‏.‏ وقال‏:‏ إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة من كذا وكذا، وكان شيخان للحي قد انطلق ابن لهما فلحقا به، فقالا‏:‏ إنك قادم المدينة، وإن ابناً لنا قد لحق بهذا الرجل، فائته فاطلبه منه، فإن أبى إلا الفداء فافتده‏.‏ فأتيت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله، إن شيخين للحي قد أمراني أن أطلب ابناً لهما عندك‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏تعرفه‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ أعرف نسبه‏.‏ فدعا الغلام فجاء، فقال‏:‏ ‏"‏هو ذا فائت به أباه‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ الفداء يا نبي الله‏؟‏

فقال‏:‏ ‏"‏إنه لا يصلح لنا آل محمد أن نأكل ثمن أحد من آل إسماعيل‏"‏‏.‏ ‏[‏ثم ضرب على كتفي‏]‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏لا أخشى على قريش إلا أنفسها‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ وما لهم يا نبي الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إن طال بك عمر رأيتهم ههنا، حتى ترى الناس بينها كالغنم بين الحوضين مرة إلى هنا ومرة إلى هنا‏"‏‏.‏ فأنا أرى ناساً يستأذنون على ابن عباس، رأيتهم العام يستأذنون على معاوية فذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد، وعمران هذا لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

13988- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام مستلقياً حتى ينفخ، ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة غير قوله‏:‏ مستلقياً‏.‏

رواه أبو يعلى، والبزار، وقال‏:‏ ينام وهو ساجد‏.‏ ورجال أبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

13989- وعن رجل قال‏:‏ رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، ثم صلى ولم يتوضأ‏.‏

رواه أحمد وإسناده جيد‏.‏

13990- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

13991- وعن أسماء بنت يزيد قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني لست أصافح النساء‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن‏.‏

 باب ما جاء في دعائه واشتراطه فيه صلى الله عليه وسلم

13992- عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم إني أتخذ عندك عهداً لا تخلفنيه فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته أو سببته - أو قال‏:‏ - لعنته، أو جلدته، فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن‏.‏

13993- وعن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى حفصة بنت عمر رجلاً وقال لها‏:‏ ‏"‏احتفظي به‏"‏‏.‏ فغفلت حفصة ومضى الرجل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا حفصة، ما فعل الرجل‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ غفلت عنه يا رسول الله فخرج‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قطع الله يدك‏"‏‏.‏ فقالت بيدها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما شأنك يا حفصة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ يا رسول الله، قلت قبل ‏[‏لي‏]‏ كذا وكذا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ضعي يدك، فإني سألت ربي تبارك وتعالى أيما إنسان من أمتي دعوت عليه أن يجعلها له مغفرة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

13994- وعن عائشة قالت‏:‏ إن أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه، وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه، حتى قام على عتبة عائشة فأرهقوه، فأسلم رداءه في أيديهم ووثب عن العتبة فدخل، قال‏:‏

‏"‏اللهم العنهم‏"‏‏.‏ قالت عائشة‏:‏ يا رسول الله، هلك القوم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏كلا ‏[‏والله‏]‏ يا بنت أبي بكر، إني اشترطت على ربي شرطاً لا خلف له‏.‏ قلت‏:‏ إنما أنا بشر أضيق بما يضيق به البشر، فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ لعائشة حديث في الصحيح بغير هذا السياق‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن، إلا أن محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك عائشة‏.‏

13995- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا‏:‏

‏"‏إني أتغيظ عليكم وأعذركم، ثم أدعو الله بيني وبينه‏:‏ اللهم ما لعنتهم أو سببتهم أو تغيظت عليهم، فاجعله لهم بركة ورحمة ومغفرة وصلاة، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

13996- وعن معاوية قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في الإسلام، فاجعل ذلك قربة له إليك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني، وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف‏.‏ قلت‏:‏ ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه‏.‏

13997- وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر، فمن لعنته من أحد من أمتي فاجعلها له زكاة ورحمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك‏.‏

13998- وعن عبد الله بن عثمان بن خيثم قال‏:‏ دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة، فوجدته طيب النفس فقلت‏:‏ يا أبا الطفيل، أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فهمّ أن يخبرني فقالت امرأته سودة‏:‏ مه يا أبا الطفيل، أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة‏"‏‏؟‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، واللفظ له، وأحمد بنحوه وإسناده حسن‏.‏

 باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

13999- عن جابر قال‏:‏ بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق إذ امرأة أخذت بعنان دابته وهو على حمار فقالت‏:‏ يا رسول الله إن زوجي لا يقربني ففرق بيني وبينه ومر زوجها فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما لك ولها جاءت تشكو منك جفاءً تشكو منك أنك لا تقربها‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله والذي أكرمك إن بعهدي بها بهذه الليلة وبكت المرأة فقالت‏:‏ كذب فرق بيني وبينه فإنه من أبغض خلق الله إلي‏.‏ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ برأسه ورأسها فجمع بينهما وقال‏:‏ ‏"‏اللهم أدن كل واحد منهما من صاحبه‏"‏‏.‏ قال جابر‏:‏ فلبثنا ما شاء الله أن نلبث ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق فإذا نحن

بامرأة تحمل أدماً فلما رأته طرحت الأدم وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلق من بشر أحب إلي منه إلا أنت‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة‏.‏

 باب فيمن دعا له صلى الله عليه وسلم

14000- عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده‏.‏

14001- وفي رواية عن حذيفة أيضاً‏:‏ أن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدرك الرجل وولده وولد ولده‏.‏

رواه أحمد عن ابن لحذيفة عن حذيفة ولم أعرفه‏.‏

14002- وعن أنس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في حلقة فأراد القيام فقام غلام فتناول نعله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أردت رضا ربك‏؟‏ رضي الله عنك‏"‏‏.‏ فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد‏.‏

رواه البزار وفيه عمرو بن أبي خليفة ولم أعرفه‏.‏

14003- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لغلام من الأنصار‏:‏ ‏"‏ناولني نعلي‏"‏‏.‏ فقال الغلام‏:‏

يا نبي الله بأبي أنت وأمي اتركني حتى أجعلها أنا في رجلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم إن عبدك هذا يترضاك فارض عنه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك‏.‏

14004- وعن دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع فذكر الحديث إلى أن قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يرحمه الله‏"‏‏.‏ فقال عمر‏:‏ وجبت والله يا رسول الله لو أمتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيداً‏.‏ وقد تقدم في غزوة خيبر‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 أبواب في الخصائص

 باب فيما خص به عمن تقدمه صلى الله عليه وسلم

14005- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏فُضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي وجعلت أمتي خير الأمم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأعطيت الكوثر ونصرت بالرعب والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده جيد‏.‏

14006- وعن أبي سعيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أعطيت خمساً لم يعطها نبي قبلي بعثت إلى الأحمر والأسود وإنما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر‏.‏ وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي‏.‏ وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً وليس من نبي إلا وقد أعطي دعوة فتعجلها وإني أخرت دعوتي شفاعة لأمتي وهي بالغة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

 باب عصمته من القرين

تقدم‏.‏

 باب منه في الخصائص

14007- عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أُعطيت قوة أربعين في البطش والنكاح‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث وهو بطوله في النكاح‏.‏ وفيه المغيرة بن قيس وهو ضعيف‏.‏

14008- وعن أنس قال‏:‏

‏"‏فُضلت على الناس بأربع‏:‏ السخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده رجاله موثقون‏.‏

14009- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فُضلت على الأنبياء بخصلتين‏:‏ كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم، ونسيت الخصلة الأخرى‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف‏.‏ وقد تقدم أحاديث هذا الباب في باب عصمته من القرين‏.‏

 باب منه

14010- عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال‏:‏

‏"‏يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراه أحد‏"‏‏.‏ فلما برزت عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما صنعت يا عبد الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس قال‏:‏ ‏"‏فلعلك شربته‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم قال‏:‏ ‏"‏ومن أمرك أن تشرب الدم‏؟‏ ويل لك من الناس وويل للناس منك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير جنيد بن القاسم وهو ثقة‏.‏

14011- وعن سفينة قال‏:‏ احتجم النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس‏"‏‏.‏ فتغيبت فشربته ثم ذكرت ذلك له فضحك‏.‏

رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك ورجال الطبراني ثقات‏.‏

14012- وعن أبي سعيد الخدري أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه يوم أحد مص دم رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدرده فقيل له‏:‏ أتشرب الدم‏؟‏ فقال‏:‏ نعم أشرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏خلط دمي بدمه لا تمسه النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ولم أر في إسناده من أجمع على ضعفه‏.‏

14013- وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق بيته جالساً فقال‏:‏

‏"‏يا سلمى ائتيني بغسل‏"‏‏.‏ فجئته بإناء فيه سدر فصفيته له ثم جثا على مرفقة حشوها ليف وأنا أصب على رأسه فغسلها وإني أنظر إلى كل قطرة تقطر من رأسه في الإناء كأنه الدر يلمع ثم جئته بماء فغسله فلما فرغ من غسله قال‏:‏ ‏"‏يا سلمى أهريقي ما في الإناء في موضع لا يتخطاه أحد‏"‏‏.‏

فأخذت الإناء فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال لي‏:‏ ‏"‏ماذا صنعت بما في الإناء‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله حسدت الأرض عليه فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال‏:‏ ‏"‏اذهبي حرم الله بدنك على النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه معمر بن محمد وهو كذاب‏.‏

14014- وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت‏:‏ كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال‏:‏ ‏"‏أين القدح‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ شربته برة - خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد احتظرت من النار بحظار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة‏.‏

14015- وعن أم أيمن قالت‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ قد والله شربت ما فيها‏.‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال‏:‏ ‏"‏أما إنك لا تتجعين بطنك أبداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف‏.‏

14016- وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي مرداس السلمي قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما حملكم على ما فعلتم‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ حب الله ورسوله قال‏:‏ ‏"‏فإن أحببتم أن

يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جواركم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف‏.‏

 باب

14017- عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال‏:‏ ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب‏.‏

رواه الطبراني وقال‏:‏ هذا حديث منكر وأبو عقيل ضعيف وهذا معارض لكتاب الله تعالى وأظن إن معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوف حتى قرأ عبد الله بن عتبة وكتب‏.‏ يعني‏:‏ أنه كان يعقل في زمانه والله أعلم‏.‏

 بابان في صفة النبي صلى الله عليه وسلم

 باب صفته صلى الله عليه وسلم

14018- عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، يجزي بالحسنة الحسنة، ولا يكافئ بالسيئ، مولده بمكة ومهاجره بطيبة وأمته الحمادون، يأتزرون على أنصافهم، ويوضئون أطرافهم، أنا جليهم في صدورهم، يصفون للصلاة كما يصفون للقتال، قربانهم الذي يتقربون به إلي دماؤهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14019- وعن يزيد الفارسي قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس‏.‏

‏[‏قال‏:‏‏]‏ وكان يزيد يكتب المصاحف‏.‏

قال‏:‏ فقلت لابن عباس‏:‏ إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ إن

النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏ ‏"‏إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني‏"‏‏.‏ فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ رأيت رجلاً بين الرجلين جسمه ولحمه، أسمر إلى البياض، حسن المضحك أكحل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره، قال عوف‏:‏ لا أدري ما كان مع هذا من النعت‏.‏ قال‏:‏ فقال ابن عباس‏:‏ لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

14020- وعن يوسف بن مازن أن رجلاً سأل علياً‏:‏ يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفه لنا‏.‏ قال‏:‏ كان ليس بالذاهب طولاً، فوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم، أبيض شديد الوضح، ضخم الهامة، أغر أبلج أهدب الأشفار، شثن ‏(‏ضخم‏)‏ الكفين والقدمين، إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر في صبب، كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي‏.‏

قلت‏:‏ له عند الترمذي حديث طويل وفي هذا زيادة‏.‏

رواه عبد الله بإسنادين في أحدهما رجل لم يسم والآخر من رواية يوسف بن مازن عن علي وأظنه لم يدرك علياً والله أعلم‏.‏

14021- ورواه البزار باختصار وزاد‏:‏ حسن الشعر رجله‏.‏

14022- وفي رواية عنده‏:‏ ضخم العينين‏.‏

14023- وعن أنس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

14024- وعن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر رضي الله عنه ينصت‏:‏

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل

فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات‏.‏

14025- وعن رجل من بلعدوية قال‏:‏ حدثني جدي قال‏:‏ انطلقت إلى المدينة فنزلت هذا الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع‏:‏ أحسن مبايعتي‏.‏ قال‏:‏ فقلت في نفسي‏:‏ هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو‏؟‏ فنظرت فإذا رجل حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه أبو يعلى‏.‏ والذي من بلعدوية لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

14026- وعن الحسن بن علي قال‏:‏ سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافاً - عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، وأطول من المربوع، وأقصر من المشذب ‏[‏عظيم الهامة‏]‏ رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمنة في صفاء الفضة، معتدل الخلق بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، ‏[‏طويل الزندين‏]‏ رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائر الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعاً، وتخطى تكفياً، ويمشي هوناً، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت معاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقي بالسلام‏.‏

قلت‏:‏ صف لي منطقه‏.‏ قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فضل لا فضول، ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت ‏[‏لا يذم منها شيئاً‏]‏ لا يذم ذواقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء ‏[‏حتى ينتصر له‏]‏ لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه

كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا ضحك غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام‏.‏

فكتمها الحسين زماناً ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئاً‏.‏

قال الحسين‏:‏ سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزأ نفسه ثلاثة أجزاء‏:‏ جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه‏.‏ ثم جزأ نفسه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة، فلا يدخر عنهم شيئاً، فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم فيما يصلحهم ويلائمهم ويخبرهم بالذي ينبغي لهم، ويقول‏:‏ ‏"‏ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني في حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها ‏[‏إياه‏]‏ يثبت الله قدميه يوم القيامة‏"‏‏.‏ لا يُذكر عنده إلا ذاك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رواداً ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أذلة‏.‏

قال‏:‏ فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما ينفعهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال‏:‏ ولا ينفرهم، فيكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعظمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة‏.‏

فسألته عن مجلسه فقال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المتصرف، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطة وخلقة، فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته، متعادلين متواصين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذوي الحاجة ويحفظون الغريب‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ كيف كانت سيرته في جلسائه‏؟‏ قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا فاحش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهى ‏[‏ولا يُؤنس منه‏]‏ ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث‏:‏ المراء والإكبار ومما لا يعنيه، وترك نفسه من ثلاث‏:‏ كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الهفوة في منطقه ومسألته، حتى إذا كان أصحابه ليستجلبوهم ويقول‏:‏ ‏"‏إذا رأيتم طالب الحاجة فأرشدوه‏"‏‏.‏ ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ كيف كان سكوته‏؟‏ قال‏:‏ كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع‏:‏ على الحلم والحذر والتقدير والتفكر، فأما تقديره ففي تسويته النظر واستماع بين الناس، وأما تذكره أو قال‏:‏ تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يوصبه ولا يستفزه، وجُمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدوا به وتركه

القبيح لينتهوا عنه، وإجهاده الرأي فيما يصلح أمته، والقيام فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ أبو هالة كان زوج خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه النباش ‏[‏وابنه هند بن النباش‏]‏ من بني أسيد بن عمرو بن تميم‏.‏

قال علي بن عبد العزيز‏:‏ حدثني الزبير بن بكار قال‏:‏ حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي قال‏:‏ أبو هالة مالك بن زرارة من بني نباش بن زرارة‏.‏

قال علي بن عبد العزيز‏:‏ سمعت أبا عبيد يقول‏:‏ قوله‏:‏ فخماً ‏[‏مفخماً‏]‏‏:‏ الفخامة - ‏[‏في الوجه‏]‏ - نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة‏.‏ والمربوع‏:‏ الذي بين الطويل والقصير‏.‏ والمشذب‏:‏ المفرط في الطول وكذلك هو في كل شيء قال جرير‏:‏

ألوي بها شذب العروق مشذب * فكأنما كتب على طربال

وقوله‏:‏ رجل الشعر‏:‏ الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه‏.‏ والقطط‏:‏ الشديدة الجعودة يقول‏:‏ فيه جعودة بين هذين‏.‏ والعقيصة‏:‏ الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ومنه قول عمر‏:‏ من عقص أو ضفر فعليه الحق‏.‏ وقوله‏:‏ أزج الحاجبين سوابغ‏:‏ الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها وهو السبوغ، قال جميل بن معمر‏:‏

إذا ما الغانيات برزن يوماً * وزججن الحواجب والعيونا

قوله‏:‏ في غير قرن‏:‏ فالقرن التقاء الحاجبين حتى يتصلا ‏[‏يقول‏:‏‏]‏ فليس هو كذلك ولكن بينهما فرجة، يقال للرجل إذا كان كذلك‏:‏ أبلج، وذكر الأصمعي أن العرب تستحب هذا‏.‏

وقوله‏:‏ بينهما عرق يدره الغضب، يقول‏:‏ إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين‏.‏ ودروره‏:‏ غلظه ونتوؤه وامتلاؤه‏.‏ وقوله‏:‏ أقنى العرنين‏:‏ يعني الأنف، والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته يقال منه‏:‏ رجل أقن وامرأة قنواء‏.‏ والأشم‏:‏ أن يكون الأنف دقيقاً لا قنا فيه‏.‏ وقوله‏:‏ كث اللحية، الكثونة‏:‏ أن تكون اللحية غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثاثة من غير عظم ولا طول‏.‏ وقوله‏:‏ ضليع الفم‏:‏ أحسبه يعني‏:‏ حدة الشفتين‏.‏ وقوله‏:‏ أشنب ‏[‏الأشنب‏]‏ هو الذي في أسنانه رقة وتحديد، يقال منه‏:‏ رجل أشنب وامرأة شنباء ومنه قول ذي الرمة‏:‏

لمياء في شفتيها حدة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب

والمفلج‏:‏ هو الذي في أسنانه تفرق‏.‏ والمسربة‏:‏ الشعر الذي بين اللبة إلى السرة‏.‏ شعر يجري كالخط‏:‏ قال الأعشى‏:‏

الآن لما ابيض مسربتي * وعضضت من نابي على جذمي

وقوله‏:‏ جيد دمنة‏:‏ الجيد‏:‏ العنق، والدمنة‏:‏ الصورة‏.‏ وقوله‏:‏ ضخم الكراديس‏:‏ قال بعضهم‏:‏ هي العظام، ومعناه أنه عظيم الألواح، وبعضهم يجعل ‏[‏الكراديس رؤوس العظام والكراديس‏]‏ الكراديس في غير هذا الكتائب‏.‏

والزندان‏:‏ العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين، وصفه بطول الذراعين‏.‏ سبط القصب‏:‏ ‏[‏القصب‏]‏‏:‏ كل عظم ذي مخ مثل الساقين والعضدين والذراعين، وسبوطهما‏:‏ امتدادهما، يصفه بطول العظام، قال ذو الرمة‏:‏

جواعل في البري قصباً خدالاً * أراد بالبرى‏:‏ الأسورة والخلاخل

وقوله‏:‏ شثن الكفين والقدمين‏:‏ يريد أن فيهما بعض الغلظ‏.‏ والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها‏:‏ وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء، قال الأعشى يصف امرأة بإبطاء في المشي‏:‏

كأن أخمصها بالشوك منتعل

وقوله‏:‏ خمصان‏:‏ يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع، وهو مأخوذ من خموصة البطن، وهي ضمره، يقال منه‏:‏ رجل خمصان وامرأة خمصانة‏.‏ وقوله‏:‏ مسيح القدمين‏:‏ يعني أنهما ملسان وأنه ليس في ظهورهما تكسر ولهذا قال‏:‏ ينبو عنهما الماء‏:‏ يعني أنه لا ثبات للماء عليهما‏.‏ وقوله‏:‏ إذا خطا تكفأ‏:‏ يعني التمايل أخذه من تكفئ السفن‏.‏ وقوله‏:‏ ذريع المشية‏:‏ يعني واسع الخطا‏.‏ كأنما ينحط في صبب‏:‏ أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه، غاض بصره لا يرفعه إلى السماء، وكذلك يكون المنحط، ثم فسره فقال‏:‏ خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء‏.‏ وقوله‏:‏ إذا التفت التفت جميعاً‏:‏ يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده فإن في هذا بعض الخفة والطيش‏.‏ وقوله‏:‏ دمث‏:‏ هو اللين السهل، ومنه قيل للرمل‏:‏ دمث، ومنه حديثه أنه أراد يبول فمال إلى دمث‏.‏

وقوله‏:‏ إذا غضب أعرض وأشاح‏:‏ والإشاحة‏:‏ الحد، وقد يكون الحذر‏.‏ وقوله‏:‏ يفترُّ عن مثل حب الغمام‏:‏ ‏[‏والافترار‏:‏ أن تكشر الأسنان ضاحكاً من غير قهقهة وحب الغمام‏]‏ أراد البرد شبه ‏[‏به‏]‏ بياض أسنانه، قال جرير‏:‏

يجري السواك على أغر كأنه * يرد تحدر من متون غمام

وقوله‏:‏ يدخلون رواداً‏:‏ الرواد‏:‏ الطالبون، واحدهم رائد، ومنه قولهم‏:‏ الرائد لا يكذب أهله‏.‏ وقوله‏:‏ لكل حال عنده عتاد‏:‏ يعني عدة وقد أعد له‏.‏ وقوله‏:‏ لا يوطن الأماكن‏:‏ أي لا يجعل لنفسه موضعاً يعرف، إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي تكون فيه حاجته ثم فسره فقال‏:‏ يجلس حيث ينتهي به المجلس، ومنه حديثه عليه السلام أنه نهى أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير‏.‏ وقوله‏:‏ في مجلسه لا تؤبن فيه الحرم‏:‏ يقول‏:‏ لا توصف فيه النساء، ومنه حديثه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن مجالد عن الشعبي قال‏:‏ كان رجال في المسجد يتناشدون الشعر فأقبل ابن الزبير فقال‏:‏ في حرم الله وعند بيت رسول الله تتناشدون الشعر‏؟‏ فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه ليس بك بأس يا ابن الزبير إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر إذا أبنت فيه النساء أو تروزئت فيه الأموال‏.‏ وقوله‏:‏ لا تنثى فلتاته‏:‏ الفلتات‏:‏ السقطات لا يتحدث بها‏.‏ يقال‏:‏ نثوت أنثو والاسم منه النثا، وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة على المجلس، ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأله عن مجلسه، وقال أيضاً‏:‏ أنه لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها، فلتاته‏:‏ يريد فلتات المجلس لا يتحدث بها بعضهم عن بعض‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم يسم‏.‏

14027- وعن أم سلمة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمر وجهه‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الدارقطني وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14028- وعن ابن مسعود قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمرت وجنتاه‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف‏.‏

14029- وعن حكيم بن حزام قال‏:‏ خرجت إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن فأهديتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدة التي كان بينه وبين قريش فقال‏:‏ ‏"‏لا أقبل هدية مشرك‏"‏‏.‏ فردها فبعتها فاشتراها فلبسها ثم خرج إلى أصحابه وهي عليه فما رأيت شيئاً في شيء أحسن منه فيها صلى الله عليه وسلم فما مكثت أن قلت‏:‏

وما ينظر الحكام في الفصل بعد ما * بدا واضح من غرة وحجول

إذا قـايسـوهُ المجدَ أربى علـيهم * كمستفرغ ماء الذناب سجيل

فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم ثم دخل‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وضعفه الجمهور وقد وثق‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت له طريق أطول من هذه في الهدية‏.‏

14030- وعن محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال‏:‏ لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة معه أبو بكر رضى الله عنه وعامر بن فهيرة

مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق فمر بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها‏:‏ ‏"‏يا أم معبد هل عندك من لبن‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ والله إن الغنم عازبة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ شاة خلفها الجهد عن الغنم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أتأذنين في حلابها‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها‏.‏ فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه به عللاً بعد نهل ثم حلب فيه أخرى فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها عند المساء قال لها‏:‏ يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازب‏؟‏ قالت‏:‏ لا‏.‏ والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاء مليح الوجه في أشفاره وطف، وفي عينيه دعج، وفي صوته صحل، غصن بين غصنين لا تشناه من طول ولا تقتحمه عين من قصر لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، كأن عنقه إبريق فضة إذا نظرته علاه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار، كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظراً وأحسنهم وجهاً محسود غير مفند، له أصحاب يحفون به إذا أمروا تبادروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهيه‏.‏ فقال‏:‏ هذا صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا هاتفاً يهتف على أبي قبيس‏:‏

جزى الله خيراً والجـزاء بكفه * رفيقين قـالا‏:‏ خيمتي أمّ معبد

همـا نزلا بالبـرِّ وارتحـلا به * فقد فاز من أمسى رفيقَ محمد

فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبـرّ وأوفى ذمـة مـن محمد

وأكسى لبردِ الحالِ قبل ابتدائه * وأعطى برأسِ السـانح المتجرد

ليهن بني كعبٍ مكـان فتلتهم * ومقعدهـا للمؤمنيـن بمرصـد

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم‏:‏ صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضاً‏.‏ وقد تقدم هذا الحديث من غير الطريق في المغازي في الهجرة إلى المدينة‏.‏

14031- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف‏.‏

14032- وعن أبي قرصافة قال‏:‏ لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي‏:‏ يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجهاً ولا أنقى ثوباً ولا ألين كلاماً ورأينا كأن النور يخرج من فيه‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14033- وعن جبير - يعني ابن مطعم - عن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14034- وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال‏:‏ قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء‏:‏ صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ لو رأيت الشمس طالعة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا‏.‏

14035- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فما أنسى بياض وجهه مع شدة سواد شعره إن من الرجال من هو أطول منه ومنهم من هو أقصر منه، يمشي ويمشون حوله، فقلت لأمي‏:‏ من هذا‏؟‏ قالت‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏ ورواه البزار باختصار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14036- وعن أم هانئ قالت‏:‏ ما نظرت إلى بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا ذكرت القراطيس بعضها على بعض‏.‏

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

14037- وعن جابر بن سمرة قال‏:‏ كانت إصبع النبي صلى الله عليه وسلم متظاهرة‏.‏

رواه عبد الله وفيه سلمة بن حفص وهو ضعيف‏.‏

14038- وعن ميمونة بنت كردم قالت‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت إصبعه التي تلي الإبهام لها فضل في الطول على الإبهام‏.‏ تعني‏:‏ من الرجل‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14039- وعن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كان رجلاً ربعة وهو إلى الطول أقرب، شديد البياض، أسود اللحية، حسن الشعر، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين، يطأ بقدميه جميعاً ليس له أخمص، يقبل جميعاً، ويدبر جميعاً، لم أر مثله قبله ولا بعده‏.‏

رواه البزار ورجاله وثقوا‏.‏

14040- وعن أبي سعيد الخدري أنه سئل عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بين كتفيه فقال بإصبعه السبابة هكذا‏:‏ لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد وفيه عبد الله بن ميسرة وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14041- وعن أبي زيد - يعني عمرو بن أخطب - قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أبا زيد ادن مني وامسح ظهري‏"‏‏.‏ وكشف ظهره فمسحت ظهره وجعلت الخاتم بين إصبعي قال‏:‏ فغمزتها فقيل‏:‏ وما الخاتم‏؟‏ قال‏:‏ شعر مجتمع‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وزاد في رواية عنده‏:‏

رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا بظهره كأنه يختم‏.‏

وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح‏.‏

14042- وعن عباد بن عمرو أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبيه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه فقال‏:‏ ‏"‏من فعل هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أنا قال‏:‏ ‏"‏تحول إلي‏"‏‏.‏ فجلست بين يديه فوضع يده

على رأسي فأمرها على وجهي وصدري وقال‏:‏ ‏"‏إذا أتانا شيء فائتني‏"‏‏.‏ فأتيته فأمر لي بجذعة وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه ركبة عنز‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

14043- وعن جابر بن سمرة قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه لأنظر إلى موضع الخاتم فلما نظر إلي ألقى الرداء فنظرت إليه‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الخاتم في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

14044- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ كانت للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ضفائر في رأسه‏.‏

رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات‏.‏

14045- وعنه قال‏:‏ كانت للنبي صلى الله عليه وسلم جمة جعدة‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف‏.‏

14056- وعن فضالة بن عبيد أنه دخل على عائشة فأخرجت له شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو أحمر مصبوغ‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14047- وعن جهضم بن الضحاك قال‏:‏ مررت بالرجيع فرأيت به شيخاً قالوا‏:‏ هذا العداء بن خالد بن هوذة فقال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ صفه لي فقال‏:‏ كان حسن السبلة، وكانت العرب تسمي اللحية السبلة‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14048- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعاً ليس فيه كسل‏.‏

رواه أحمد والبزار وزاد‏:‏ لم يلتفت يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن‏.‏

ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح أيضاً‏.‏

14049- وعن أبي عتبة قال‏:‏ كان للنبي صلى الله عليه وسلم إذا مشي مشى مشياً يقلع الصخر‏.‏

رواه البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وقد وثق على ضعفه‏.‏

14050- وعن شداد قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فإذا هي ألين من الحرير وأبرد من الثلج‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة‏.‏

14051- وعن بريدة قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما يضحك إلا حتى ترى أو تبدو رباعيته‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14052- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي أم سليم وينام على فراشها وكان ثقيل النوم فذكر الحديث‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب منه في صفته وطيب رائحته صلى الله عليه وسلم

14053- عن أنس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك قالوا‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال‏:‏

كنا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطيب رائحته إذا أقبل إلينا‏.‏

ورجال أبي يعلى وثقوا‏.‏

14054- وعن معاذ - يعني ابن جبل - قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأردفني خلفه فما مسست شيئاً قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه الحسن بن أبي جعفر وقد وثق على ضعفه‏.‏

14055- وعن أم عاصم امرأة فرقد بن عتبة قالت‏:‏ كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة الطيب إلا أن يمس دهناً، يمسح لحيته وهو أطيب ريحاً منا، وكان إذا خرج إلى الناس، قالوا‏:‏ ما شممنا ريحاً أطيب من ريح عتبة، فقلت له يوماً‏:‏ إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب ريحاً منا فمم ذاك‏؟‏ فقال‏:‏ أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ثم وضع يده على ظهري وبطني فعبق بي هذا الطيب من يومئذ‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقال في بعضها‏:‏ ثلاث نسوة‏.‏ وقال فيه‏:‏ ثم بسط يديه فبصق فيهما فمسح إحداهما على الأخرى ومسح إحداهما على بطني والأخرى على ظهري‏.‏

ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فإني لم أعرفها‏.‏

14056- وعن أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إني زوجت ابنتي وإني أحب أن تعينني بشيء فقال‏:‏

‏"‏ما عندي من شيء ولكن إذا كان غد فتعال فجئ بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة، وآية بيني وبينك أني أجيف ناحية الباب‏"‏‏.‏ فأتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة فجعل يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت فقال‏:‏ ‏"‏خذ ومر ابنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة الطيب فسموا ببيت المطيبين‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حلبس الكلبي وهو متروك‏.‏

14057- وعن يزيد بن الأسود السوائي قال‏:‏ حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة فصليت معه صلاة الفجر بمنى فلما فرغ من صلاته إذا رجلان خلف الناس لم يصليا

مع الناس قال‏:‏ ‏"‏علي بالرجلين‏"‏‏.‏ فجيء بالرجلين ترعد فرائصهما فقال‏:‏ ‏"‏أما صليتما معنا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالا‏:‏ يا رسول الله إنا كنا في رحالنا وظننا أنا لا ندرك الصلاة قال‏:‏ ‏"‏فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا تكون لكما نافلة‏"‏‏.‏ فقال أحدهما‏:‏ استغفر لي يا رسول الله فقال‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر له‏"‏‏.‏ فازدحم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ كأشب الرجال وأقواهم فزاحمت الناس حتى أخذت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعتها على صدري فلم أر شيئاً كان أبرد ولا أطيب من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود والترمذي منه إلى قوله‏:‏ ‏"‏تكون لكما نافلة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناده حسن‏.‏

14058- وعن جعفر بن محمود بن مسلمة أن جدته عميرة بنت مسعود أخبرته أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها يبايعنه وهن خمس فوجدنه يأكل قديداً فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فمضغتها كل واحدة قطعة فلقين الله وما يوجد لأفواههن خلوف‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف‏.‏